الوظيفة لنصف المستوي للدرس القراءة

الإطار النظري

‌أ.      تاريخ إندونيسيا قبل دخول الإسلام

إنّ اسم إندونيسيا هو اسم أوروبي كترجمة لاتينية لتسمية "جزائر الهند" التي أطلقها بعض قدامي الرحالة وجغرافيي العرب على الجزر، وكان بعض العرب يسمونها جاوة. وقد اختار الغربيون تسمية إندونيسيا بجزائر الهند. تتألف إندونيسيا من آلاف الجزر المتفاوتة المساحة والتي توجد في المنطقة الجغرافية بين استراليا وآسيا. وعدد الجزر الإندونيسية المأهولة بالسكان : 6044 جزيرة. مجموع مساحات الجزر الإندونيسية : 1.919.317 كيلومتر مربع. ومناخ إندونيسيا استوائي لأن مواقع جزرها المختلفة في المساحة الجغرافية الحارة فهي بين خط الطول 95 وخط الطول 141، وبين خط العرض 6 شِمال خط الاستواء وخط العرض 11جَنوب خط الاستواء، أي إنّها تقع في المنطقة الحارة، ولكن هناك عوامل تؤدي لتلطيف مناخها مثل ارتفاع أرضها وكثرة الأمطار، وانتشار الغابات والرياح البحرية لأن مياه البحر تحيط بجزرها من كل الاتجاهات.[1]

وتكثر فيها سلاسل الجبال المكونة من صخور رسوبية وغرانيتية ولحسن حظ إندونيسيا تتوافر المواد الخام اللازمة للصناعة أو الطاقة وأهمها الرصاص والبترول والمطاط والخشب وتجود بها محاصيل جوز الهند والبن والبهارات والقطن والقصب والنيل والكينا.وهناك أكثر من 300 لغة ولهجة عند أهل إندونيسيا وإن كانت اللغة الإندونسية هي اللغة الرسمية واللغة المشتركة بين غالبية السكان.

وتعتبر اللغة الملاوية أصل اللغة، والأخيرة هي لغة الأسواق في المدن الساحلية وتوجد بها بعض المفردات الصينية والهندية والعربية والهولندية والإنجليزية. ويدار بها التلفزيون والإذاعة والصحافة المكتوبة، والتعليم في جميع مراحله إلا ما كان في بعض التخصصات العلمية الدقيقة فإنها تستخدم الإنجليزية، واللغة الإندونسية تكتب بالحروف اللاتينية، ولكن رجال الدين يكتبونها بالحروف العربية. بعض المجتمعات البدائية توجد في بعض المناطق مثل غابات إريان جايا (Irian Jaya) وأكثر الاديان المنتشارة في إندونيسيا هو الاسلام.

في القرن الثاني حتى السادس عشر الميلادي، مكث الهنود في جزر سولايسي وسومطرة وجاوة قرابة 1400 عاماً وتشير الكلمات السنسكريتية الموجودة في اللغة الإندونيسية الحالية إلى تأثير الهنود علي المجتمع الاندونيسية في الفترة الطويلة التي مكثوها في تلك الجزر.

وفي الفترة 1294-1398م، هى عصر إمبراطورية ماجاباهيت. وهي مملكة جاوية هندوسية بلغت ذروتها في شرق جاوة، وكانت تعتبر العصر الذهبي لإندونيسيا .وأثناء وجود تلك المملكة طورت النقوش والعمارة الإندونيسية نموذجا جديدا مغايرا للنموذج الهندي وبرز فن شعبي محلي جديد. وسنة 670م بناء المعابد الهندوسية وسط جاوة.[2]

‌ب.     تاريخ دخول الإسلام في إندونيسيا و نشأة الممالك الإسلامية

دخل الإسلام إلى إندونيسيا عن طريق التجار القادمين من الهند ومن سواحل ماليزيا وتركز الدين الجديد في بادىء الأمر في المدن الساحلية ثم ما لبث أن انتشر في طول الجزر الإندونيسية وعرضها حتى بات الدين الأساسي في البلاد.أول منطقة دخلها الاسلام هو سواحل سومطرة، وأنه بعد تكوين المجتمع الاسلامي كان أول ملك اندونيسي مسلم في أتشيه.انتشر الإسلام أولا في أقصى شمال سومطرة، ثم امتد إلى جاوة. حيث انتشر الاسلام عن طريق التجار المسلمين من الهند واليمن وحضرموت الذين كانوا يقيمون في جزر إندونيسيا فترات طويلة ويتزوجون من نسائها، ويختلطون بسكانها، ويأخذون عنهم بعض التقاليد والعاداتوتفهم أولئك السكان بوضوح العقيدة الاسلامية كما تأثروا بسعي المسلمين لتعليمهم الإسلام، وبإقبالهم على التآخي مع أهل البلاد، مع سعة إيمانهم وكثرة صلواتهم وزهدهم في الغايات الاستعمارية ومساواتهم بين الناس، فكان ذلك كله سبباً في دخول السكان عن قناعة في العقيدة الاسلامية.

وفي القرن الخامس حتى السادس الميلادي، وصل التجار المسلمون إلى إندونيسيا فوجدوا توليفة من الممالك الراسخة في جاوة وسومطرة.جزيرة بورنيو) وقتها استمرت في وضعها غير متأثرة إلا في أمور قليلة بالنمط الهندي، أيضاً) جزر سولاويسي لم تتأثر ثقافتها بثقافة الهنود على وجه الإطلاق. في سنة 1477م مدينة ( ديماك) تصبح أول مدينة جاوية هامة تتحول إلى الإسلام.

وكانت مدينة "أتشيه" (Aceh)من أولالمدن التى تعرفت على الإسلام منذ هذا الوقت المبكر. ومع تزايد أعداد التجار العرب والدعاة تزايدت أعداد المعتنقين للدين الإسلامي الحنيف من أبناء الجزر الإندونيسية. وقد أثرت مفاهيم الإسلام وهداياته وتفوّقت على جميع الثقافات والحضارات التى كانت سائدة هناك. حتى إن الدراسات الإسلامية قد أكدت أن سلطان مدينة "أتشيه" من أصل عربي. وذلك لأن التجار العرب قد أقاموا علاقات تزاوج ومصاهرة مع سكان إندونيسيا. وقد أدّى ذلك إلى نمو المجتمعات في الجزر الإندونيسية. فتولّوا بأنفسهم مهم الدعوة الإسلامية ونشرها في كافة أنحاء البلاد. حتى إنّ حكام جزيرة سومطرة قد اعتنقوا الإسلام وتحوّل سكانها إلى مسلمين[3].

وأشارت الدراسات أن ملك جزيرة "برلاك" (Perlak) قد اعتنق الإسلام في عام 173 هجرية. وزوّج ابنته لأحد التجار المسلمين. وقد تولى هذا التاجر مُلك برلاك في عام 225 هجرية. فأقام المملكة الإسلامية في هذه الجزيرة. والتي تُعتبر أول دولة إسلامية خالصة تُقام في إندونيسيا. وكانت عاصمتها "بندر خليفة" وكانت أول مركز لنشر هدايات الإسلام هناك. كما شهدت نهضة إسلامية راقية تمثلت في تأسيس المساجد ومعاهد التعليم الإسلامي، واتخذت اللغة العربية لغة رسمية.[4]

وتوالت مع الأيام إنشاء الممالك الإسلامية في الجزر الإندونيسية. مثل مملكة "باساي" الإسلامية في عام 388 هجرية. ومملكة " أتشيه" في عام 601 هجرية. وقد توحدت هذه الممالك الإسلامية في مملكة واحدة. عُرفت في التاريخ الإسلامي الإندونيسي باسم "مملكة دار السلام" في عام 916 هجرية. وقد استطاعت هذه المملكة تأسيس أول جيش إسلامي للدفاع عن المسلمين ضد غارات الممالك البوذية. كما ازدهرت هناك مؤسسات الدعوة الإسلامية والتعليم الإسلامي. كما أصبح لهذه الدولة علاقات متينة مع دول الخلافة الإسلاميّة.

وظهر في جزيرة "جاوة" مجموعة من العلماء الذين نشطوا في نشر دعوة الإسلام. ويُعرف هؤلاء العلماء في التاريخ الإسلامي الأندونيسي باسم "الأولياء التسعة" حيث كانوا خبراء في كافة مجالات الحياة. وقد أطلق المسلمون في إندونيسيا أسماءهم على العديد من دور العلم. مثل جامعة شريف هداية الله في "جاكرتا" ويذكر التاريخ الإندونيسي أن شريف هداية الله هو الذى بنى مدينة "جاكرتا" العاصمة. بعد أن هزم الاستعمار البرتغالي في عام 1527 ميلادية. وكانت هذه المدينة تُعرف باسم "سواندا كلابا" . ومعنى جاكرتا: "المنتصر السعيد" . تخليداً لذكرى هذا النصر على المستعمر البرتغالي.

كما أسس الشريف هداية الله العديد من المدارس والمعاهد الإسلامية. وكان يتولى التدريس فيها بنفسه. وعلى يديه تخرّج عدد كبير من علماء الإسلام. وقد طبق المسلمون في أغلب الجزر الإندونيسية الشريعة الإسلامية في الحكم والاقتصاد وجميع المعاملات التجارية. وقد أرجعت الدراسات الإسلامية إلى المسلمين الفضل في تحرير إندونيسيا من المستعمر الهولندي.[5]

ومع ظهور الدعوة الإسلامية، قام تجار العرب المسلمين الذين ترجح كثير من مصادر التاريخ أنهم من بلاد حضرموت والحجاز، بدعوة شعب الأرخبيل الإندونيسي بشكلٍ سلمي للدخول في الإسلام. واقتصرت الدعوة في بادئ الأمر في إقليم (أتشيه) الواقع على سواحل سومطرة الشمالية . وأخذ الإسلام شيئاً فشيئاً ينتشر حتى بلغت الدعوة الأرخبيل بأكمله نتيجة عدة عوامل من أهمها:

1ـ أخلاق الدعاة وانتهاجهم المنهج السلمي في الدعوة.

2ـ إسلام الملوك الذين كان لهم بالغ الأثر على شعوبهم.

3ـ زواج تجار العرب المسلمين بنساء الأرخبيل الإندونيسي، حيث كان يتزوج الواحد منهم بأكثر من امرأة حتى ساهم ذلك في إنجاب العديد من الأولاد وازدياد أعداد المسلمين.

4ـ انتشار الدعاة في أنحاء الأرخبيل لنشر الدعوة الإسلامية والذين كان أكثرهم من أصحاب الأرض الذين اعتنقوا الإسلام.

وقد لقيت الدعوة الإسلامية من شعب الأرخبيل الإندونيسي كافةً إقبالاً عن اقتناع تام قلباً وقالباً، لم يحدث لدعوة الديانة الأخرى أن لقيت ذلك، حيث اعتنق الإسلام أعداداً كبيرة وفي فترةٍ وجيزة بدءاً من طبقة الفقراء وحتى طبقة الملوك . وقد أسس المسلمون عدة ممالك في أرجاء الأرخبيل هي:

1ـ مملكة أتشيه في شمال سومطرة.

2ـ مملكة برلاك في سومطرة.

3ـ مملكة بانتن في غرب جاوة.

4ـ مملكة ديماك في وسط جاوة.

5ـ مملكة بالمبانج في جنوب سومطرة.

6ـ مملكة متارام في شرقجاوة.[6]

‌ج. الحروب المهمة ضد هولندي في إندونيسيا

في القرن السابع عشر، احتل الهولنديون إندونيسيا بتفصيل: بدأ الهولنديون بدخول الجزر وأقاموا قاعدتهم الأساسية في مدينة (جياكرتا) الحالية ثم أخذوا يمدون نفوذهم على باقي الجزر  واكتملت سيطرة الهولنديون علي إندونيسيا أول القرن 17 استمر الاحتلال الهولندي حتى الحرب العالمية الثانية. وفي سنة 1906م الاستعمار الهولندي يحتل سومبا.[7]

إنّ هدف هولندي بمجيئهأول مرة في إندونيسيا هى لتنمية التجارة، وتحصيل الأبازير التى غلت ثمنها فيأوربا. وصل هولندي في أتشيه (Aceh) سنة 1601م، ثم في فتاني  (Patani)سنة 1601م، ثم في غريسيك(Gresik)  سنة 1602م، ثم في بانتين  (Banten)ومضيق بالي (Selat Bali).[8]

إختار هولندي مدينة جياكرتا  (Jayakarta)كمركز سلطته في إندونيسيا، ثم في التاريخ 30 مايو 1619م بدّل هولندي اسم جياكرتا حتى يكون باتافيا (Batavia) .[9]كان سلطان أغونج  (Sultan Agung)–مالك متارام- نظر إلى هولندي كالوعيد، حتى في سنة 1628 و 1629م هجم متارام على مركز هولندي في باتافيا، لكن لم ينجح.[10]

في أوآخر القرن الثامن عشر، كثير الممالك الإندونيسية التى تدخل في نظام استعمارية هولندي (Sistem Kolonialisme Belanda) حتى في مجال التجارية التى تقع تحت استعمار هولندي، منها هى مملكة مالوكو (Maluku)، ومتارام (Mataram)، وبانتن (Banten)، وجيربان (Cirebon)، وسولاويسي الجنوب (Sulawesi Selatan)، وكوتاي (Kutai)، وكاليمانتان الجنوب (Kalimantan Selatan)، وسياك (Siak)، وكامفار (Kampar)، وراكان (Rokan)، وبالمبانج (Palembang)، وغيرها. كانت مملكة أتشيه التى أصعب منها إخضاعًا.[11]وفي مملكة جيربان، تدخّل هولندي الأمور السياسية في سلطنة جيربان، وكذلك بأمور التجارية.[12]

ففي هذه المقالة، يريد الباحث أن يبين بعض الحروب المهمة ضد هولندي في إندونيسيا، كالتالي:

1.   حرب فاديري في مينانجكابو (Perang Paderi di Minangkabau)

كانت مركز سلطة مينانجكابو هى فاغارويونج (Pagaruyung)، لكن السلطة الأصلية هى في يد قُضاة العادة (Penghulu Adat)، حيث كان السلطان يظيف كالرمز فقط.

ففي كل المنطقة فيمينانجكابو رُإّسَتْ القضاة لتحفيظ الشريعة، وسيد الإمام كالرئيس في الحياة العبودية، كمثل حرّم الخمر في تلك المنطقة وأمر النساء ليَسْتُرْنَ عَوراتهن.

هذه الحركة تسمى بحركة فاديري (Gerakan Paderi)، التى حملتها طائفة فاديري، وكانت ضدها هى طائفة العادة (Kaum Adat). وحينما وقع الخلاف والصراع بين طائفة فاديري وطائفة العادة ساعد هولندي طائفة العادة ليُحاربوا طائفة فاديري.

بنت طائفة فاديري الحصن في بونجول (Bonjol)، وكان أميرها هو محمد شباب الذي كان لقبه هو سيد إمام بونجول (Tuanku Imam Bonjol).

في حرب فاديري، أصابت هولندي المشقة، حتى غلبت طائفة فاديري على هولندي. طلب هولندي المساعدة من مركزه في باتافيا، لكن غلبته طائفة فاديري مرةً ثانيةً. ثم عاهد هولندي عهد السلام مع طائفة فاديري الذي سمي بعهد بلاكات فانجانج (Plakat Panjang) في التاريخ 23 أوكتوبير 1833م. احتلّ هولندي حصن بونجول في التاريخ 16 أغوسطوس 1837م، وقبض سيد إمام بونجول في التاريخ 28 أوكتوبير 1837م، ثم نبذه في جيأنجور (Cianjur) ونُقل إلى أمبون (Ambon)، ثم إلى مينادو (Menado)، وتوفّى هناك.[13]

2.   حرب ديفونيغارا (Perang Diponegoro)

إنّ حربديفونيغارا هو أكبر الحرب الذي قابله هولندي في جاوة. وكان سببه هو نظام إيجار الأرض (Peraturan Persewaan Tanah) الذي أقرّه هولندي على شرفاء ومجتمع جاوية. سبّب هذا النظام همّ ومشقة وقلق مجتمع جاوية وشرفائها، منهم: أمير ديفونيغارا. كان أمير ديفونيغارا هو الولد الكبير من هامنجكوبوانا الثالث (HamengkuBuwono III)، سلطان يوكياكرتا (Yogyakarta)، اختار أمير ديفونيغارا الحياة في تيغال ريجو (Tegalrejo) للتعليم ويعبد الله بنشاطٍ.

في أول مرة، خطّ هولندي خطّة ليبني الطريق عبر مقبرة أجداد أمير ديفونيغارا في تيغال ريجو، ولا يتفقأمير ديفونيغارا بهذه الخطة، ثم وقع هذا الحرب.

في هذا الحرب، استعمل أمير ديفونيغارا سياسة العصابات (Taktik Gerilya)، حتى انتشر الحرب في أي المكان. حُصِرَت مدينة يوكياكرتا ونُشِرَت فكرة حرب السبيل، يعني الحرب ضد الكافرين. وكانت لقب الوظيفة لأمير ديفونيغارا هى: "سلطان عبد الحميد هيروجاكرا كبير المؤمنين خليفة الله في أرض جاوة"، رمز هذا اللقب الأمير الأعلى في جاوة وقوّى مقامه.

كانت كثرة ضحية الحرب من جهة هولندي، ثم في سنة 1827م عَبَأ هولندي نحو ثلاثة آلاف جنود. قُبِضَ أمير ديفونيغارا ونُبِذَ في مينادو (Menado) في التاريخ 3 مايو 1830م، ثم نُقِلَ إلى أوجونج فاندانج - ماكسّار (Makassar) وتوفّي في التاريخ 8 ينايير 1855م في سبعين سنين من عمره.[14]

3.   حرب بانجرماسين (Perang Banjarmasin)

ابتدأ حرب بانجرماسين –بأمير أنتاساري (Pangeran Antasari) كبطله المشهور- بسبب تدخّل هولندي في أمور قصر مملكة بانجار.

قاد أمير أنتاساري مقاومة المجتمع ضد هولندي في أنحاء أرض بانجرماسين. جمع أمير أنتاساري نحو ثلاثة آلاف جيوش وقادهم لهجوم مركز هولندي فيبانجرماسين. وساعده كبراء المملكة الأخرى. حارب أمير أنتاساري جنود هولندي بالحركة السريعة، حتى شعر هولندي بالمشقة. لكن غلب هولندي على بعض الكبراء المساعدين لأمير أنتاساري.

في التاريخ 14 ماريس 1862م أعلن أمير أنتاساري باستقلال مملكة بانجرماسين الحرية بدلاً من المملكة القديمة المنهوبة بهولندي. وكان سلطان هذه المملكة الجديدة هو أمير أنتاساري بلقب وظيفه هو "بانيمباهان أمير الدين خليفة المؤمنين"، وعاصمة مملكته في تيويه (Teweh)، التى تكون مركزًا كبيرًا ضد هولندي.

بعد سبعة أشهرٍ من الإستقلال، أصاب أمير أنتاساري بالمريض حتى تُوفّي في التاريخ 11 أوكتوبير 1862م في تيويه.[15]

4.   حرب أتشيه (Perang Aceh)

قامت مملكة أتشيه بسلطان علي مغايات شاه (Sultan Ali Mughayat Syah) كسلطانها الأول. وفي القوانين الأساسية من مملكة أتشيه دار السلام، التى ألّفها سلطان إسكاندار مودا (Sultan Iskandar Muda)، ذُكر أنّ مصادر أحكام هذه المملكة هى القرآن والحديث والإجماع والقياس.[16]

في التاريخ 30 ماريس 1857م وُقّعَ عهد حُرية التجارية بين أتشيه وهولندي. لكن عاند سلطان أتشيه ذلك العهد، لأنه خَسَّرَ مجتمع أتشيه. ثم انفجر الحرب بين هولندي وأتشيه في التاريخ 26 ماريس 1873م. سُمي هذا الحرب بالحرب المجتمعي لأنّ جميع مجتمع أتشيه اشتركوا في الحرب ضد هولندي. حمل هذه الجيوش فكرة حرب السبيل.

في التاريخ 5 أبريل 1873م هجم هولندي مسجد (بيت الرحمن) بثلاثة آلاف جيوش. ثم في شهر نوفمبير هجم هولندي مرة ثانية بثلاثة عشر آلاف جنود واستطاع أن يَحتلّ المسجد وقصر أتشيه.

تُوفّي سلطان أتشيه سنة 1874م وناب عنه ولده محمد داود في الحرب ضد هولندي. بنى هولندي الحصون حول نهر أتشيه، وهجمها جيوش أتشيه المنظمة بمحمد داود. حتى في سنة 1877م نَفَذَت هذه الجيوش حصون هولندي، واستعملت سياسة العصابات.

لحق الجهاد بتنجكو عمر (Tengku Umar)، أحد شرفاء أتشيه حتى تتوفّى. ثم نابت عنه زوجته جوت نياك دين (Cut Nyak Din). قبض هولندي زوجات وأولاد سلطان محمد داود لكي يستسلم. حتى في النهاية، استسلم سلطان في التاريخ 3 ينايير 1903م. ومع ذلك، استمرّ الجهاد ضد هولندي -الذي يقوده بعض علماء أتشيه- حتى سنة 1942م، حينما خرج هولندي من إندونيسيا.[17]

كان عالم التصوف في مملكة فتاني (Patani) هو عبد القدير الفتاني، الذي تتوفّى سنة 1864م. وهو يتبع "الطريقة الستارية" من التصوف.[18]

في أوائل القرن السابع عشر ظهر بعض العلماء الصوفيين  في أتشيه، هم: شيخ نور الدين الرانيري، وهمزة فنصوري، وشمس الدين باساي الذي حمل "فهم الوجودية"، وشيخ عبد الرؤوف السنجكِلي الذي يتبع مذهب الشافعية.[19]

---

[1]http://lalipost.almountadaalarabi.com/t858-topic,مأخوذ في التاريخ 1 ديسمبير 2011

[2]نفس المرجع.

[3]http://www.egyptsons.com/misr/showthread.php?, مأخوذ في التاريخ 2 ديسمبير 2011

[4]نفس المرجع.

[5]http://www.startimes.com/f.aspx?, مأخوذ في التاريخ 2 ديسمبير 2011

[6]نفس المرجع.

[7]http://lalipost.almountadaalarabi.com/t858-topic,مأخوذ في التاريخ 1 ديسمبير 2011

[8]Badri Yatim, Sejarah Peradaban Islam (Jakarta: PT Raja Grafindo Persada, 1998), 234-235.

[9]Uka Tjandrasasmita, Arkeologi Islam Nusantara (Jakarta: Kepustakaan Populer Gramedia, 2009), 133.

[10]Badri Yatim, op. cit., 237.

[11]Uka Tjandrasasmita, op. cit., 43.

[12]نفس المرجع.، 167.

[13]Badri Yatim, op. cit., 242-244.

[14]نفس المرجع.، 245-247.

[15]نفس المرجع.، 247-249.

[16]A. Hasymy, Sejarah Masuk dan Berkembangnya Islam di Indonesia (Aceh: PT al-Ma’arif, 1981), 249.

[17]Badri Yatim, op. cit., 249-252.

[18]A. Hasymy, op. cit., 342-344.

[19]نفس المرجع.، 509.